📌 متابعات سودان آب | السبت 28 يونيو 2025
✍️ عبدالله أبو خالد – لندن
“دبيب النملة”.. العملية التي أطاحت بأسطورة بلاك ووتر
في عملية استخباراتية غير مسبوقة، نفّذ جهاز الاستخبارات السوداني واحدة من أكثر الضربات دقة وجرأة في تاريخ السودان الحديث، تحت الاسم الرمزي “دبيب النملة”، ليُسقط من خلالها منظومة تجسس متطورة أنشأتها الإمارات في قلب العاصمة الخرطوم، يديرها مرتزقة من شركة بلاك ووتر سيئة السمعة.
منظومة مراقبة بـ 500 مليون دولار
تشير تقارير استخباراتية إلى أن الإمارات، عبر تعاقدها مع شركة بلاك ووتر، أنشأت شبكة مراقبة هي الأكثر تطورًا في الإقليم، باستخدام كاميرات 4K تعمل بالطاقة الشمسية، وأجهزة رؤية ليلية، متصلة بطائرات مسيرة وأنظمة تحكم عن بعد. هذه المنظومة كلّفت أكثر من 500 مليون دولار، وكانت تهدف لفرض سيطرة كاملة على الخرطوم ميدانيًا واستخباراتيًا.
الاختراق العبقري.. وفك الشيفرة
رغم الطوق الأمني عالي التقنية، تمكن فريق متخصص من جهاز الاستخبارات السوداني من اختراق الشبكة بالكامل، وتعطيلها في توقيت حاسم. لم يكتف السودانيون بذلك، بل توصلوا إلى تحديد موقع غرفة القيادة الأجنبية، التي كان يديرها جنرال أسترالي بجواز إماراتي، دخل البلاد عبر الحدود مع تشاد.
تدمير غرفة التحكم.. وسقوط الهيبة
نجحت القوات السودانية في تدمير غرفة القيادة الأجنبية بدقة، مما أدى إلى انهيار فوري في شبكة القيادة والسيطرة التابعة للمرتزقة، وأتاح للجيش السوداني التقدم بسرعة نحو المواقع الاستراتيجية، خاصة في محيط القصر الجمهوري ومنطقة المقرن.
وثائق مسرّبة تكشف: حميدتي واجهة فقط
عُثر لاحقًا على مراسلات يومية بين قادة المليشيا الأجنبية وشخصيات إماراتية، تثبت أن القيادة الحقيقية للمليشيا كانت بيد بلاك ووتر، فيما كان محمد حمدان دقلو (حميدتي) مجرد واجهة إعلامية. ومن بين الأسماء التي وردت في الوثائق: “بيتر” – ضابط عمليات في بلاك ووتر – الذي طمأن حميدتي بأن الخرطوم “مؤمّنة حتى من دبيب النمل”.
غضب إماراتي.. وتوبيخ علني
كشفت مصادر غربية أن ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد وبّخ بشدة كلًا من إريك برنس (مؤسس بلاك ووتر) ومحمد دحلان، على فشلهم الذريع، رغم التجهيزات التقنية والميزانية الضخمة.
ضربة لسمعة بلاك ووتر عالميًا
وصف موقع CounterPunch الأميركي العملية بأنها ضربة موجعة لسمعة بلاك ووتر، التي اشتهرت منذ غزو العراق كرمز للقوة الموازية المدفوعة بالمال. لكن في السودان، سقطت هذه القوة على يد عقول وطنية سودانية، عملت بصمت، ونفذت بحكمة، وضربت في اللحظة الحاسمة.
عندما يقرر السودان الاعتماد على أبنائه
لم تكن “دبيب النملة” مجرد عملية أمنية، بل رسالة واضحة للعالم أن السودان، حين يثق بأبنائه، يستطيع إسقاط أخطر المنظومات الاستخباراتية المدعومة خارجيًا، ويثبت أن معادلة النصر ليست في حجم التمويل، بل في قوة الإرادة الوطنية.